يعتبر قطاع الثروة الحيوانية من أهم القطاعات ذات التميز والامكانيات التنموية الكبيرة،وتهتم الدولة بهذا القطاع لتحقيق إنتاج وطني من اللحوم والألبان يلبي احتياجات السوق المحلية ، كما تستهدف بدعمها لهذا القطاع استكمال الطاقات الإنتاجية بالمزارع، وتدعيم الحملات القومية لتحصين الحيوانات ضد الأمراض، والعمل على تطوير مجازر الإنتاج الحيواني والحجر البيطري لا سيما المحاجر الحدودية، إلى جانب إعداد الدراسات اللازمة لتحسين السلالات، مع إعادة إحياء مشروع البتلو، وفتح آفاق تصديرية جديدة.
مفهوم وأهمية الثروة الحيوانية فى مصر
الثروة الحيوانية هي الحيوانات والطيور التي يتم تربيتها في المزارع مثل الأبقار والأغنام والدجاج، ويتم تصنيف الماشية والأغنام والماعز والخيول والحمير والبغال كعنصر أساسي من عناصر الثروة الحيوانية في البلاد ويُضاف إلى تلك المجموعات حيوانات أخرى مثل الجاموس، والثيران، والجِمال، وقد عرف الإنسان المصرى تربية الحيوان منذ عصور مصر القديمة فاهتم بتربية الأبقار والأغنام والدواب وجعل منها مصدرا لمساعدته فى أعمال الحقل والأعمال الزراعية، ومنذ ذلك الوقت اهتم المصرى بالحيوانات واستأنسها بجواره لكى يستفيد من لحومها وأصوافها ومنتجاتها من الألبان والجبن.
وتستخدم الماشية بهدف إنتاج الحليب واللحوم والبيض والصوف، كما يتم تربية المواشي بهدف تشجيع الناس على الزراعة، حيث يُستخدم روث الحيوانات كسماد للتربة، مما يؤدي ذلك إلى زيادة خصوبتها ، وفي التلال والجبال يتم استخدام الحمير والبغال لنقل البضائع ، وعلى الرغم من أنَّ نمو الثروة الحيوانية أقل من معدل نمو ثروة الأسماك والمحاصيل، إلا أنَّ مساهمة الثروة الحيوانية في تطوير الناتج المحلي الزراعي أكثر منهما، ويتطلب مشروع إنتاج الثروة الحيوانية في المزارع مجموعة من الاحتياجات، منها : العلف والذى يشمل المنتجات الزراعية التى تحتاجها الحيوانات ، بجانب الظروف المعيشية المناسبة، ومعرفة كيفية تصنيع السماد واستخدامه حتى لايتم تلوث المحاصيل أو التربة أو الماء، مع توفير الرعاية الصحية والوقائية لتلك الحيوانات، وقد قامت الدولة ببذل الجهود لرفع القدرات والطاقات الانتاجية لقطاع الثروة الحيوانية وجعلته من أبرز المشروعات القومية التى تعمل بكامل طاقتها .
أرقام ونتائج ملموسة
بلغ الانتاج المحلي لعام 2018 من اللحوم نحو 198 ألف طن، مقابل نحو 441 ألف طن من اللحوم المستوردة، بينما تحقق الاكتفاء الذاتي من ألبان الشرب السائلة، بجانب إنتاج 95% من الاحتياجات المحلية من اللقاحات البيطرية.
“باركود” لكافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة
أصدرت وزارة الزراعة ولأول مرة فى عام 2018 تراخيص تشغيل كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة، من قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة التابع للوزارة، مصحوبة بلوحة، عليها “باركود” يحمل بيانات النشاط أو المشروع، وتعود أهمية الباركود في ربط بياناته مع مركز المعلومات في قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة حتى يتسنى تحليل البيانات وتدقيق الإحصائيات وسهولة وتدعيم اتخاذ القرارات السليمة فى الأوقات المناسبة، كما كان من الضرورة رفع إحداثيات الموقع عند إجراء المعاينات اللازمة لإصدار تراخيص تشغيل كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية، باستخدام قاعدة بيانات الـ”GPS “.
وتم إنشاء قاعدة لبيانات الثروة الحيوانية، تضمنت ترقيم وتسجيل الماشية، لتوفير المعلومات عن حجم الثروة الحيوانية في مصر مما يساعد فى اتخاذ القرارات المتعلقة بتوفير الأعلاف واللقاحات والأمصال اللازمة ، وبلغ ما رُقّم حتى الآن نحو 3.675.684 ملايين رأس ماشية، وبلغ عدد مزارع الإنتاج الحيواني التي سُجلت نحو 28 ألف مزرعة، كما جرى التوسع في تراخيص التشغيل للمزارع غير المرخصة بهدف متابعتها بشكل دقيق وتوفير الرعاية البيطرية والعمل على زيادة إنتاجيتها، وتعود أهمية التحقق والتدقيق من البيانات المتعلقة بكافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة إلى تسهيل مواجهة المشكلات بشكل فوري ووضع حلولها العلمية والعملية السليمة.
السيطرة على انتشار الأمراض الوبائية والمعدية
يجرى تنفيذ خطط قومية للتحصينات ضد كل الأمراض الوبائية، ويكون لكل حملة توقيت بداية ونهاية موحد على مستوى القطر، بفترة بينية بين كل حملة وأخرى، وهي الفترة المناسبة لتحقيق أقصى مستوى مناعي للحيوان، ومن بينها أمراض الحمى القلاعية، وحمى الوادي المتصدع كل 4 أشهر، فضلا عن مرض الجلد العقدي كل 9 أشهر، حيث حققت تلك الحملات التحكم والسيطرة على مرض الحمى القلاعية، وتقليل المخاطر من حمى الوادي المتصدع على الإنسان، فضلا عن متابعة كفاءة اللقاحات حقليا بعد التحصين .
ونجحت الحملة القومية لعام 2018 وتمكنت من تحقيق أهدافها ، وبلغ أعداد الحيوانات المحصنة ضد مرض الحمى القلاعية والوادي المتصدع على مستوى محافظات الجمهورية حتي 31 أكتوبر، نحو 3 ملايين و406 ألف رأس من الأبقار والجاموس والأغنام،وقامت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بمد عمل الحملة حتى الأول من نوفمبر لعام 2018 ، في جميع المحافظات للوصول إلى المستهدف من عمليات تحصين وتسجيل الماشية حفاظًا على الثروة الحيوانية .
وفى إطارجهود تطبيق منظومة التأمين البيطري الشامل، اهتمت وزارة الزراعة بدور المشاركة المجتمعية في تنمية الثروة الحيوانية وحمايتها من الأمراض الوبائية، والتي كان لها آثار إيجابية على الحيوان والإنسان على حد سواء، ومن أبرزها تقليل مخاطر التعرض للأمراض الوبائية، والحرص على إجراء التحصينات بموعدها و الإبلاغ عن الاشتباه في أي أمراض وبائية، وفتح استقبال شكاوى المربين على الخط الساخن 19561 ، ومنع الممارسات الخاطئة في التخلص من الحيوانات النافقة، إلى جانب تقليل المخاطر بالنسبة للمخالطين لتلك الحيوانات أو المستهلكين لمنتجاتها من الإصابة بالبروسيلا والسل، ومساعدة الأطباء والعاملين بهيئة الخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطري مما كان له بالغ الأثر على صحة المواطنين وإنتاجيتهم .
مشروع القوافل العلاجية الإرشادية
تم فى شهر أكتوبر 2018 نقل التقنيات الحديثة والتطبيق العملى لنتائج الأبحاث العلمية والاهتمام بالمربى الصغير، من خلال التوجه بقافلة من معهد بحوث صحة الحيوان إلى قرى محافظة المنيا طبقا للبرنامج الزمنى المعد مسبقا بالتنسيق مع مديرية الطب البيطرى بالمنيا لتوصيل الخدمات للقرى الأكثر احتياجا فى زمام قوافل المحافظة .
وتضمن البرنامج اليومى لتلك القوافل علاج الحيوانات والرعاية التناسلية الشاملة والقيام بالعمليات الجراحية وتدريب الاطباء البيطريين على أحدث التقنيات وعمل ندوات إرشاديه ، وقد تم عمل ندوة موسعة بديوان عام محافظة المنيا بعنوان ” المشاكل التناسلية بحيوانات المزرعة بين البحث العلمى والتطبيق الحقلى”، كما توجهت قافلة أخرى من المعهد لأسوان قرية بنبان قبلى نجع ميسخاب وقرية العباسية مركز كوم أمبو ووادى النقره شرق أسوان، كما أجرت فى شهر أكتوبر 2018 لجنة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالاشتراك مع معهد بحوث صحة الحيوان، ومديرية الطب البيطرى بمحافظة مرسى مطروح، مسحاً شاملاً للحيوانات بقرى بقبق وأبو زريبة والرابية بمركز السلوم الحدودى، ويعتبر معهد بحوث صحة الحيوان أحد التروس فى الآلة البحثية والإنتاجية لمركز البحوث الزراعية.