النباتات الطبيه في مصر

تمتلك مصر ثروة من النباتات الطبية والعطرية محتلة المركز الرابع عالميًا في تصديرها في صورة خام تفقدها عائدًا اقتصاديًا كبيرًا لو تم تحويلها لمنتجات مصنعة أو وسيطة.

 وتحتل النباتات الطبية والعطرية المركز الخامس في قائمة المحاصيل التصديرية المصرية بعد محصول القطن بحجم صادرات تعادل 90% من إجمالي الناتج السنوي معظمها يذهب إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باعتبارهم أكبر الأسواق المستوردة للأعشاب الجافة والبذور.

وتمثل النباتات الطبية والعطرية دخلا قوميا كبيرا لعدد محدود من الدول على مستوى العالم، أهمها الصين والهند، تلك النباتات التي تدخل في صناعة الأدوية والعطور ومستحضرات التجميل، والأغذية، والمبيدات، والتي تمثل أملًا حقيقيا لدعم الاقتصاد لمن يبحث عن مستقبل واعد، خاصة مع ازدياد التوجه العالمي الحديث للتحول إلى كل ما هو طبيعي.

وتتعدد المجالات التي يمكن أن يستخدم بها النباتات الطبية والعطرية أهمها: استخراج الأدوية، وإنتاج الزيوت الثابتة والطّيارة، وتحضير مساحيق التجميل وكريمات الشعر، واستخلاص العطور، كما تستخدم كمضادات أكسدة و مضادات للميكروبات، حيث تعمل على إطالة فترة حفظ الأغذية.  

“بوابة الأهرام” تفتح ملف الكنوز المهدرة من النباتات الطبية والعطرية وكيف يمكن استغلالها لدعم الاقتصادي القومي

تاريخ قديم

تقول الدكتورة فاطمة على أحمد، أستاذ كيمياء النبات ورئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء، إن الإنسان عرف منذ فجر التاريخ الأعشاب الطبية وفوائدها العلاجية المختلفة، فقد برع الصينيون والمصريون القدماء في علم  التداوي بالأعشاب ، حيث استخدموا العديد منها في العلاج، بالإضافة إلى استخدامها في التحنيط والزينة والتجميل، مثل نبات البلادونا (ست الحسن) الذي استخدمته النساء بكثرة لتوسيع حدقة العين.

وفي العصور الإسلامية انتشر علم التداوي بالأعشاب ، وظهرت الكثير من الكتب والمخطوطات التي تشرح بصورة واضحة ﺃنواع الأعشاب الطبية المختلفة وطرق استخدامها وأنواع الأمراض المختلفة التي تستخدم فيها مثل هذه العقاقير الطبية مثل: “تذكرة داود، وكتاب الطب لابن سينا، وغيرهما” من العلماء الأكفاء الذين كانت تدرس كتبهم لعدة قرون بالمعاهد العلمية الأوروبية، وبالرغم من التطور الهائل في علم الأدوية وظهور أعداد هائلة من الأدوية في شتى مجالات العلاج وخاصة خلال القرن الماضي، فإن الحقبة الماضية شهدت عودة إلى استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض كواحدة من أهم أفرع الطب البديل، ولقد احتل التداوي بالأعشاب المكانة الرئيسية كطب شعبي طوال آلاف السنين.

وأضافت أن النباتات الطبية تحتوي كلها أو جزء منها علي مادة أو مواد من شأنها إذا استخدمت بواسطة الإنسان أو الحيوان إحداث تأثيرات فسيولوجية معينة “إما مقاومة المرض، إعطاء مناعة ضد المرض، معالجة المرض، بينما النباتات العطرية هي تلك النباتات التي تحتوي كلها أو جزء منها علي مادة فعالة لها خواص عطرية تستخدم في صناعة العطور مع ملاحظة أن كل النباتات العطرية طبية تقريبا والعكس غير صحيح.

ولفتت إلى أن النباتات الطبية و العطرية تعد من المحاصيل غير التقليدية متعددة الاستخدام إما في صورتها المباشرة أو في صورتها غير المباشرة عن طريق استخلاص المواد الفعالة واستخدامها في صناعة الدواء والصناعات الغذائية وصناعة العطور ومستحضرات التجميل والصابون وهي إما في صورة حبوب أو نباتات أو أعشاب طبية وعطرية.