تطورت الزراعة التي تتضمن استئناس النباتات والحيوانات منذ 10.000 سنة قبل الميلاد على أقل تقدير، رغم أن بعض أشكال الزراعة مثل بستنة الحدائق والزراعة بإضرام النار تمتد إلى ما قبل ذلك في عصر ما قبل التاريخ.[1][2] ومرّت الزراعة بتطورات بالغة منذ عهد الحراثة القديمة. وكانت مناطق الهلال الخصيب في غرب آسيا و مصر و الهند من أولى المواقع التي كانت تبذر فيها الحبوب وتحصد المحاصيل بتخطيط لم يشهده العالم من قبل، حيث كانت النباتات والجذور تجمع من البرية. كما شهد شمال وجنوب الصين وساحل إفريقيا وغينيا الجديدة وعدة مناطق من الأمريكتين تطويرًا مستقلاً لعملية الزراعة.[3]
شهدت الممارسات الزراعية مثل الري والدورة الزراعية والأسمدة و المبيدات تطورًا كبيرًا في الماضي ولكنها قطعت خطوات واسعة في القرن المنصرم. ومثلت طريقة هابر بوش في تصنيع نترات الأمونيوم انفراجة كبيرة ساعدت على إنتاج محاصيل أكثر وفرة .
في القرن الماضي، نجحت الزراعة في زيادة الإنتاجية والاستغناء عن اليد العاملة البشرية بالأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية والاستيلاد الانتقائي والميكنة. وارتبط التاريخ الحديث للزراعة ارتباطًا وثيقًا بحزمة من القضايا السياسية منها تلوث المياه والطاقة الحيوية والعضويات المعدلة وراثيًا، والتعريفة الجمركية والإعانات الزراعية. وفي السنوات الأخيرة، تباينت ردود الأفعال العنيفة المنددة بالآثار البيئية الخارجية للزراعة المميكنة وبالدعم المتزايد للحركة العضوية والزراعة المستدامة.